أصبح العمل التطوعي أحد أهم المعالم الحضارية لأي وطن أو مجتمع، وليس من المبالغة في شيء القول إن مقياس حيوية المجتمع ورقية يرتبط برقي الأفراد والمؤسسات في ميادين العمل التطوعي. والحديث عن العمل التطوعي حديث متشعب، فهناك عناوين كثيرة في هذا المجال، منها ماهية التطوع، وأهمية التطوع وأهداف التطوع ومجالات العمل التطوعي. وفي المقابل هناك الإيجابيات والمكاسب التي يجنيها المجتمع والفرد من العمل التطوعي، وسنشير في هذه الكلمة القصيرة إلى النتائج والمكاسب العظيمة التي يجنيها الإنسان من انخراطه في العمل التطوعي:
1_
تحقيق الراحة النفسية والسعادة المعنوية:
كثيرة هي الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان وتشعره بلا جدواه وأنه إنسان لا أهمية له ولا نفع يرجى منه… شعور يصيبه بفقدان الثقة بالذات والنفس… العمل التطوعي يجعل الإنسان يقف على نتائج إيجابية يحققها بعمله وإنتاجه ويشعره بالتالي براحة نفسية وسعادة معنوية كبيرة، ويشعره بأهميته وأهمية العمل التطوعي في حياته وحياة غيره، ويعيد له توازنه النفسي المفقود.
2_
العمل التطوعي يكسب الإنسان الحيوية والنشاط وينمي عنده قدرات ذهنية ومهارات ومؤهلات سلوكية:
فالمتفاني في العمل التطوعي يملك من الطاقات الحيوية والنشاط
ما لا يملكه غيره، وقد نجده تقدم به العمر ونشاطه أوسع وأكبر من نشاط شاب في مقتبل العمر. فالعمل التطوعي دافع يحي لدى الإنسان قوة داخلية تنمي إرادة الإنسان وثقته بنفسه، ويزيد من نقاط قوة شخصيته حيث يكسبه الخبرة والتجربة الاجتماعية التي تساعده على النمو الاجتماعي وتكامل شخصيته.
3_
العمل التطوعي طريق لنيل محبة الناس:
من تطوع لخدمة الناس، فقد أختار طريقاً لكسب القلوب وكسب محبتهم، فالمتطوع محبوب لدى الناس، يدعون له بظهر الغيب،
ويبتسمون في وجهه، ويزرعون لديه التفاؤل والاطمئنان.
4_
العمل التطوعي يحقق الرفقة الصالحة ويوسع دائرة علاقات الإنسان وارتباطاته الاجتماعية:
"الإنسان اجتماعي بطبعه، فهو بحاجة إلى صحبة تشاركه أهدافه وآماله وهمومه، والعمل الخيري التطوعي يتيح للإنسان اللقاء بأهل الخير والصلاح ممن أحسنوا اختيار أوقاتهم واهتماماتهم لإنجاز عمل مفيد لمجتمعهم، كما يتيح له الالتقاء بأكبر عدد ممكن من الناس، فيربطه أكثر بالنسيج الاجتماعي للمجتمع.
5_
يشبع العمل التطوعي عند الإنسان أثناء اشتراكه في الأنشطة التطوعية كثيراً من حاجاته الاجتماعية والنفسية مثل الحاجة إلى التقدم والنجاح، والحاجة إلى الانتماء، والحاجة إلى الأمن والحاجة إلى تأكيد الذات.
العمل التطوعي عبادة لله، وطريق لنيل الثواب العظيم: النية تجعل كل حركة في حياة الإنسان عبادة إذا قصد بها وجه الله، والقائم على الخير وخدمة الأرملة والفقير واليتيم كالمجاهد على الثغور…
وخدمة الناس قربة يتقرب بها الإنسان نحو خالقه…
ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. ولقد علمنا الإسلام من خلال النصوص الدينية ما خص الله به من أجر لفاعل الخير والدال على الخير… والتطوع خير وطاعة، عمل وعبادة… يتقرب بها الإنسان إلى ربه… وهي موازين تملأ الميزان بالحسنات وترجع كفة الخير والطاعة، وتوجب له المزيد من ثواب الله ورضوانه. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:"من قضى لمؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة أدناها الجنة". وتؤكد نصوص كثيرة على أن مساعدة الناس وخدمتهم أرجح فضلاً عند الله من العبادات والنوافل كالحديث المروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم:"من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهراً" وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:"من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهد في سبيل الله"، وفي حديث عن الإمام الصادق عليه السلام:"قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها وعتق ألف رقبة لوجه الله".
اللهم اجعلنا من أهل الخير والتطوع لخدمة المجتمع، وأن يجزل الثواب والأجر للعاملين في خدمة الناس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق