النجاح هو تحقيق ما تريد والفشل هو أهم دافع للنجاح بمعنى أدق الفشل هو وقود النجاح, والإصرار للعودة للنجاح بعد الفشل هو قمة النجاح, أفكر كثيراً ماذا سيحدث عندما أفارق الحياة ماذا تركت في الحياة ماهي البصمة الشخصية التي ستبقى لي؟ هل سيحدث تغير في الكون؟, فعندما أشاهد نجاحا باقيا في الدنيا رغم وفاة صاحبة أشعر أن صاحب الإنجاز موجود بيننا الآن, فمن نسي صلاح الدين أو من نسي الدكتور مصطفى محمود أو الشيخ محمد متولي الشعراوي أو غيرهم من نماذج النجاح المختلفة, إن كل من قدم شيئا إيجابيا لمن حوله سيظل بهذا العمل يستفيد إلى يوم القيامة سواء في الدنيا أو الآخرة, لابد للنجاح الراسخ من فلسفة ورسالة تكمن أن النجاح ليس لك كشخص فقط وإنما لكل من حولك ووطنك وأنك كشخص سبب لتحقيق النفع لغيرك سواء بموهبتك أو عملك أو علمك, والفلسفة الشخصية لي في النجاح هي أن جزءا من نجاحي الشخصي هو لمن حولي ولبلدي, ونجاح بلدي شرف لي ودافع لنجاحي. لقد أدركت أن الإنسان هو أهم أهداف التنمية ويوماً ما سيموت ذلك الإنسان, ولكن يبقى كل إنجاز إيجابي حققه الإنسان في حياته, والإنسان المصري ساهم بنجاح للبشرية عبر السنين وعبر التاريخ وإن الدول المتقدمة والناجحة ما هي إلا أشخاصا ناجحين في مجالاتهم مع بيئة مناسبة لصناعة ذلك, في النهاية أنت ستموت ولكن لوقدمت شيئا لن يموت معك, استعرض فيما يلي جزءا من تجربتي الشخصية مع النجاح والفشل .
البداية كانت عام 2001 في إحدى المدارس في القاهرة أستاذي في اللغة العربية قال لي يوما ما ستصبح سياسياً أو كاتباً كبيراً لم يكتف بالتوقع بل بدأ يتعامل معي على هذا الأساس فالمدرس قبل أداء دوره الوظيفي فهو قائد وقدوة, لم أكن أدرك ما قيل لي وقتها خصوصاً أني كنت تلميذ في الصف الأول في المرحلة الإعدادية, استمررت في مراحل التعليم المختلفة وكان حلمي في المرحلة الثانوية هو الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ثم العمل بالسلك الدبلوماسي وهو ما لم يحدث وفشلت في تحقيقه ولكنة كان دافعا هاما لتحقيق نجاحات أخرى فقد تخرجت من كلية التجارة والتي أفخر وأعتز بها كثيراً, كبرت وضاع الانبهار, اكتشفت أن فلسفة هدفي ورسالتي هي الإصلاح والتأثير في من حولي ووطني .
وبمرور الوقت وبالعمل واليقين في الله أن حلمي لن يموت عدت لكلية كنت أريد الالتحاق بها يوماً ما بل وظننت أنه حلم يستحيل تحقيقه, عن طريق الالتحاق بنموذج محاكاة mbhc بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية اجتهدت إلى أن وصلت بعد مرور عام من التدريب والاجتهاد وأصبحت مدربا ومحاضرا في نفس النموذج, ألقي محاضرات عن التوعية السياسية والاقتصادية والموارد البشرية وعمري لا يتعدى 19 عاما حلم طال انتظاره, لن أنسى أول يوم أن حلمي تحقق الآن بكل ثقة واعتزاز أقف في مدرج الكلية التي تمنيت الالتحاق بها وألقي أول محاضرة في حياتي !, ولن أنسى أني من خلال هذا الكيان كنت شريكا في تغير جزء مهما كان بسيطا في حياة أشخاص للأفضل, وفي هذا السن المبكر فقد تعلمنا قيم النجاح والقيادة والعمل الجماعي .
اجتهدت حصلت علي عشرات الشهادات والدورات التدربية في مجالات الاقتصاد والسياسة وإدارة الأعمال والتسويق والموارد البشرية وغيرها وتشرفت بالحصول علي العديد من التكريمات وشهادات تقدير, على الصعيد المهني نشر لي العديد من التدوينات والأبحاث والمقالات وبمرور الوقت أصبحت كاتبا وباحثا ثم أصبحت محاضرا ومدربا محترفا فقد صممت العديد من البرامج التدريبية وعلى الصعيد العلمي حصلت على درجة دراسات عليا في العلوم السياسية, ثم درجة دراسات عليا أخرى في الاقتصاد وأستعد للحصول على درجة الماجستير في الاقتصاد.
الآن نوفمبر 2015 هل حققت ما أحلم به؟ بكل تأكيد حققت كثيراً من حلمي ويتبقى الأكثر. أمارس الآن دوري في تدريب وتثقيف العشرات والمئات من الشباب سواء بمحاضرات أو كتابات, وإني سعيد بما قدمت في هذه الرحلة من نجاح, نعم هناك الكثير من الإخفاقات في حياتي لا أنكر ولكن لا توجد حياة بلا فشل فهو من قواعد الحياة. بعد رحلة أكثر من 14 عاماً مليئة بالنجاح والفشل والإحباط والسعادة تذكرت فقط كلمات من أشخاص كانت لي أكبر دافع للعمل والخروج من أكبر الأزمات, فنجاح اليوم هو ثمار مجهود الأمس نعم هناك صعوبات وأهمها أن البيئة المحيطة لا تشجع على النجاح أو الإبداع بل العكس ولكن في النهاية النجاح ليس منحة, وإنك لن تنجح في كل مجالات حياتك بنسبة مائة في المائة فهذا ليس منطقيا, ربما هناك الكثير من الإحباط فقط كن نفسك, الحقيقة الثابتة أن لا نجاح بلا تعب, اجتهد حتى إن لم تصل لهدفك فإنك حتماً ستصل قرب هدفك وهذا نجاح في حد ذاته.
وكتبت مقالي هذا لتقرأه أنت أو أنتِ أينما كنتما، هو جزء من تحقيق هدفي وحلمي ليس لأي شئ سوى أني حلمت يوماً أن أكتب وأن يقرأ ما أكتب لو حتى شخص واحد فقط أحلم لأن يعمل مع الحلم يوما ما ستحصل على ماتريد ومازال لدي الحلم الأكبر, أن تكون مصر أفضل وأن يكون لي دور في هذا الحلم لا أعلم ماذا يخبئ القدر بعد 15 عاما أخرى إن قدر في العمر بقية؟ لكني أحلم وأعمل وسأحاول ,عندما قيل لأديسون: ما هو شعورك حين نجحت باختراع المصباح بعد أكثر من 2000 محاولة فاشلة، فأجاب أديسون: بالنسبة لي الموضوع مختلف لقد نجحت باختراع المصباح بعد 2000 خبرة اكتسبتها من تجاربي السابقة,فكل فشل في حياتي خرجت منه بدرس .
شكرا لكل من ساندني, شكرا لكل من أحبني شكراً وشكر آخر لأغلى ما أمتلك أسرتي وأصدقائي وعائلتي وزوجتي المستقبلية التي لا أعرفها إلى الآن ,تقبلوا مني اعتذاري عن أي خطأ قمت به في هذا الرحلة والتي مازالت في البداية, علمتني هذه الرحلة أن المستحيل لا شيء والنجاح هو تحقيق ما تريد وأن الفشل هو أهم دافع للنجاح, وأن خير الناس أنفعهم للناس, كن ذا قلب حموم أي القلب الخالي من آفات وأمراض القلوب كالبغي والغل والحقد والحسد, فهو القلب السليم التقي النقي الذي لا يفلح ولا ينجو يوم القيامة إلا صاحبه قال تعالى [ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ]الشعراء 88-89, النجاح منفعة في الدنيا ومكسب في الآخرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق