الأحد، 15 مايو 2016

الشباب والعمل التطوعي




يشكل العمل التطوعي أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الشباب في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة. وتزداد أهمية العمل التطوعي يوماً بعد يوم نظراً لتعقد ظروف الحياة وازدياد الاحتياجات الاجتماعية. وخير شريحة ممكن أن تُنجح العمل التطوعي وتعطي فيه باندفاع وحماس تصل به إلى حد الإبداع هي فئة الشباب. إلا أننا رغم ذلك نجد أن هناك مؤشرات تدل على عزوف الشباب عن الانخراط في العمل التطوعي بشتى أنواعه أو تركزها في زاوية ضيقة. أن من المهم أن يتم الوقوف خلال كل مقطع زمني معين على واقع الشباب والعمل التطوعي وأسباب عزوفهم وسبل تحفيزهم للعمل التطوعي.
يقصد بالعمل التطوعي الجهد المبذول من أفراد المجتمع بدافع وقناعة للمشاركة طواعية من واقع الشعور بالمسئولية واعتبارات أخلاقية أو إنسانية أو دينية ينبع من الإحساس بالانتماء إلى المجتمع. ومع أن العمل التطوعي لا يهدف إلى تحقيق أي ربح مادي إلا أن هذا النشاط الإبداعي الخلاق يشكل في الكثير من البلدان إضافة مادية هامة ودافعا من دوافع التنمية بشتى مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للنهوض والارتقاء بالمجتمع ودفع عجلة التنمية.
وتظهر أهمية العمل الاجتماعي التطوعي للشباب بما يحققه من نتائج كثيرة لدى الشباب من خلال تعزيز الانتماء الوطني لديهم، وتنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية العلمية والعملية من خلال مشاركتهم في أنشطة المجتمع المختلفة وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة وإبداء الحلول لها.
وهناك العديد من التحديات والمعوقات التي تشوب العمل التطوعي، بعضها مرتبط بالمتطوع نفسه والآخر بالمجتمع ومؤسساته الأهلية والرسمية. ومن الأسباب التي قد ترتبط بالفرد الطبيعة الشخصية لدى بعض الأفراد وسلبيتهم في العمل، فتجد البعض يضع العديد من الحواجز النفسية التي تعوق مشاركته التطوعية في المجتمع. وعلى سبيل المثال الخجل أو عدم الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع ومؤسساته سواء لعدم الثقة بهذه المؤسسات أو لعدم توافق مهام هذه المؤسسة مع شخصية الفرد واستعداداته. وهناك أسباب أخرى تحول دون مشاركة الشباب في العمل التطوعي  قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية.
ومن الأسباب التي تعود للمؤسسات الأهلية والرسمية هو عدم تعريف المتطوعين بالفوائد التي سيحققها عملهم التطوعي، وضعف الجانب الإعلامي والحوافز.
وأخيرا، ومن أجل النهوض بالعمل التطوعي لا بد من غرس ثقافة التطوع في نفوس النشء وتبني مشكلات المجتمع على أن يتوافق تكليف المتطوع مع إمكانياته وقدراته، ومراعاة رغبات المتطوع وظروفه وإعطائه الثقة في نفسه بالإضافة إلى إيجاد التسهيلات والحوافز للمتطوعين، وإنشاء مراكز لتجمعهم وخلق باب للمنافسة فيما بينهم لإخراج أقصى الطاقات الموجودة لديهم وهناك من يدعو إلى تشيد مراكز لتشجيع تطوع الشباب ودفعهم نحو المزيد من المشاركة التطوعية في العمل العام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق